} h3.post-title{ text-align: center; } .post-title {text-align:center;} -->

تأصيلات تيمية وتقريرات علمية في تمييز سبل العلم والهدى والتجرد و السلفية

📌 تأصيلات تيمية وتقريرات علمية في تمييز سبل العلم والهدى والتجرد و السلفية

من طرق الجهل و الهوى والتقليد بالتبعية

قال رحمه الله:

(وأما إن قلد شخصا دون نظيره بمجرد هواه ونصره بيده ولسانه من غير علم أن معه الحق فهذا من أهل الجاهلية. 

وإن كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا. وإن كان متبوعه مخطئا كان آثما. 

كمن قال في القرآن برأيه فإن أصاب فقد أخطأ وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار ) 

📌أقول :

إن هذا التقرير في كلامه وكلام غيره من الأئمة فيه بيان خطأ من يحمل الناس على رأيه أو رأي آخر معظم عنده بدعاوى غير سائغة مهما كانت تلك الدعاوى في أصلها فاضلة كالشرف والسيادة و الإجتهاد والنبوغ والتأليف والتنسك والإخبات و الزهد والورع والشجاعة والجهاد و الثبات والذكاء والحلم والصبر على الشدائد و الكلام في أهل البدع وحسن الإدارة و السمت و الصدقة و الإنفاف على طلاب العلم وعمارة المساجد وجودة أدآء القرآن وحسن التدريس و تخريج الطلاب والقدم في الدعوة وكثرة التلاميذ وتعدد المشايخ وغير ذلك من الفضائل.  

📌وبيان ذلك 

أن تلك الفضائل إنما فضلت على منوال شرعي مخصوص فلو استعملت على غير الوجه الذي به شرعت لما كانت فاضلة أصلا ، و حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصت الثلاثة الذي هم أول من تسعر بهم النار شاهد على ذلك.

 إذا فليست هذه الفضائل أدوات استدلال بالأصالة يعرف بها الحق من الباطل ولكن قد تكون قرائن في حالة دون أخرى ، إذ لا يسوغ شرعا ولا عقلا أن تكون هذه الفضائل جسرا يعبر به إلى غير ما وضعت له .

📍فإذا تأخرت صلاة الجماعة عن وقتها الشرعي لتأخر شريف الحي والسيد فيهم لكان غلوا فيه فصار شرفه سببا في ذمه !

📍والإجتهاد والحفظ وكثرة التأليف لمن يتكبر على الناس و يستنقص غيره بغير حق لا تزيده إلا حمقا ! 

📍والتنسك لم يكن قط دليلا على صحة معتقد ذلك المتنسك !

📍كما أن السكينة والإخبات لا تدل على التواضع بل قد تكون في أشد الناس كبرا إذا ما جاءه الحق فرفضه بلا مسوغ شرعي !

📍 والزهد بترك النكاح بدعة!

📍 وترك مواجهة الباطل بدعوى "إصلاح النفس و تتبع السلامة من الورع" حقيقته هلع مبطن !

📍وجعل الشجاعة دليل على صحة المبدأ الجهادي جهل ماحق !

📍ومن أوائل من جعل شدة الثبات مطلقا علامة على صواب المنهج هم أصحاب العجل من بني إسرائيل !

📍والذكاء بلا زكاء لا يصح مدحا بل هو غباء منقش !

📍والحلم مع اللئيم لا يمدح بل هو سفه يقتلك في الصميم!

📍والكلام في أهل البدع له ضوابط من غيرها تحصل المفاسد ! 

📍وحسن التدريس مع ضعف الإدارة العلمية للدارسين عبث وضياع وقت!

📍والتكلف والمبالغة في تجويد القرآن و أدائه سبب للتنفير منه ومن ذلك العلم الجليل وهي جناية!

📍والمن بالصدقة أو جعلها جسر لمنفعة شخصية محبط لها !

📍كما أن قبول ضعيفوا التجرد من أهل العلم النفقة من عوام الناس قد أفسد الدين والدنيا.  

📍والقدم في الدعوة إلى السنة والجهاد فيها مع تخريج الطلاب و كثرة الألقاب و تعدد المشايخ والأصحاب مدائح شرعية و مناقب حقيقية إذا ما مات صاحبها عليها وإلا فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .

فانظر يا رعاك الله كيف أن تلك الفضائل  تغيرت بتغير أحوالها .

📌فإن قال قائل :

فما هي السبيل التي يصح أن نجعلها مسوغا شرعيا صحيحا لحمل الناس على قول دون آخر ? 

الجواب 

هي الحجج الساطعات والبراهين الواضحات التي نصبها الشارع أدلة يتميز بها الحق من الباطل والصواب من الخطأ بل ويتميز بها أنواع الخطأ و مراتبه و أسبابه وكيفية التعامل مع أصحابه . 

قال تعالى :

(وَقَالُوا۟ لَن یَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَـٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِیُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ)

وقال جل في علاه :

(أَمِ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ ءَالِهَةࣰۖ قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡۖ هَـٰذَا ذِكۡرُ مَن مَّعِیَ وَذِكۡرُ مَن قَبۡلِیۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ ٱلۡحَقَّ فَهُم مُّعۡرِضُونَ)

وقال تعالى:

(أَمَّن یَبۡدَؤُا۟ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ یُعِیدُهُۥ وَمَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ). 

فإن كانت الحجج والبراهين في الباب غير مؤهلة القطع والوضوح فلا يستقيم بها دليل الجزم و الإلزام المطلق ،  لا شرعا ولا عقلا وإن كان قد يوصل ذلك النوع من الاستدلال إلى تحقيق نسبي عند باحث عن الحقائق دون آخر ولكن أنى له أن يلزم غيره ممن لم يتبين له بل لربما تبين له خلافه !.

📍 والعبرة في ذلك كله هو المنهجية الموروثة عن العلماء ورثة الأنبياء في التعامل مع النصوص والبراهين فيقتفى أثرهم ويهدتى بسيرهم فما كانوا فيه محقيقين من الأدلة حققناه وما كانوا في مثله يحتملون الخلاف احتملناه وما كانوا ينكرون فيه أنكرناه وما كانوا يسوغون الخلاف فيه أمضيناه وكله بعلم فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف .

والله أعلم

https://t.me/ahmadbanajah/2132

TRENDING